الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

لمصلحة من تحارب السلفية والسلفيين في ليبيا ؟



قبل السؤال عن مصلحة من تحارب السلفية والسلفيين في ليبيا يجب أن نعرف السلفية لغة واصطلاحاً وان نعرف من هم السلفيين ومن يتبعون وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها.

معنى السلفي في لغة العرب جاء في لسان العرب سلفُ! سَلَفَ يَسَّلُف سَلَفاً وسلوفاً! تقدّم والسالف: المتقدم والسَّلَفُ والسّليف والسُّلف: الجماعة المتقدمون والقوم السُّلاف المتقدمون وسَلَفُ الرجل اباؤُه المتقدمون
وردت في القرآن كلمة السَّلف (استعمل الفعل الماضي سَلَفَ خمس مرات) قال الله سبحانه وتعالي:
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آية 275 سورة البقرة ] فله ما سلف أي له بلا أثم ما تقدم من ربا أخذه في ما مضى ".


وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها:" فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك " ..
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع: وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف .فالسلفيون المعاصرون هم خلفٌ لمن سَلَفَ قبلهم فمن هو سلفهم؟ هم يريدون سلفهم في منهج فهم الإسلام فمن هم ذلك السلف؟


السلف (في لغة الشرع) : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) هذه القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف ، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف ، وأن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية ، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة.

إن السلفية ليست جماعة من الجماعات وإنما هي منهج ينبغي أن يفهم، منهج مبني علي الأخذ بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة علما وعملا ودعوة، ولب الدعوة السلفية هو توحيد الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفهم الدين على فهم الصحابة رضي الله عنهم، والرجوع إلى منهجهم في الفهم قدر المستطاع، فهي تسعى للعودة بالمسلمين إلى المعين الصافي وتمتين الصلة به ، عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي فرضه الله على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم – وبه استحقت الثناء من رب العالمين القائل: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) [آية 110 سورة آل عمران]


وجعل أبرز خصالها التي استحقت بها هذا الثناء العاطر من رب الأرض والسماء : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الإيمان بالله، وأن هذه الخصال الثلاث مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض ، فكما فرض الله عليهم الإيمان ؛ فإنه فرض عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمن لازم الإيمان : أن يكون المسلم آمرًا بمعروف و ناهيًا عن منكر على مراتبه الثلاث في قوله - صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكرًا ؛ فليغيره بيده ، فإن لم يستطع ؛ فبلسانه ، فإن لم يستطع ؛ فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )


هذا هو منهج السلفيين في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنهم السلفيين في ليبيا عبر العصور منذ زمن الفتح الإسلامي إلي هذا العصر مع وضع نصب أعينهم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
: (
أمركم بثلاث، وأنهاكم عن ثلاث، أمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وتعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وتطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم. وأنهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)...


فالسلفيين يعتصمون بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا ولا يفرقوا الجماعة، ولا يخرجوا عن ولي الأمر ما أقام فيهم الصلاة حتى وان لم يرضوا عن كثير من سياسات ولي الأمر والأمور المنكرة الأخرى امتثالاً وطاعة لرسول الله واتقاءً لشر الفتنة وحفاظاً علي وحدة البلاد والجماعة.

والسلفية في ليبيا ليست ظاهرة جديدة بل هي موجودة منذ زمن الفتح الإسلامي حتى هذا العصر وقد مرة بالفترة الأخيرة بمحنة لم تمر بها من قبل عدا فترة دولة العبيدين (الفاطمية) حيث تعرض السلفيين في العقود الثلاث الماضية لمضايقات ومحاربة من قبل رجال الأمن واللجان الثورية والحركات التكفيرية والخوارج والأخوان والعلمانيون، ومع ما تعرض له السلفيين من مضايقات لم يلجوا إلي العنف أو السلاح لأن هذا يخالف منهجهم أنما واجهوا كل هذا بالدعاء والصبر و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، السلفيون هم أول من تصدي لحركات التكفير والخوارج والأخوان في ليبيا وكان سلاحهم الوحيد قال الله وقال الرسول فكثير من التكفيريين والخوارج والأخوان تراجعوا عن فكرهم الضال والهدام قبل أن يعلم بهم رجال الأمن وذلك بفضل الله ثم بفضل الحجج التي ساقها السلفيين لهم والدالة عن بطلان فكرهم ومنهجهم، وللسلفيين بعد الله سبحانه وتعالي يرجع الفضل في هدوء البلاد الأمني خلاف للدول المجاورة التي ابتليت بالتكفيريين والخوارج والأخوان

فالسلفيون هم من تصدي للفكر الضال والهدام بالحجة والعلم والقدوة الحسنة وليس بالقمع والإرهاب فكان من فضل الله سبحانه وتعالي أن نجحوا نجاح باهر حيث أنتشر المنهج السلفي انتشار واسع في صفوف الشباب مما ساعد الشباب الليبي على أن يتحصن من الأفكار الضالة وبالتالي أنعكس علي وضع البلاد الأمني الذي جعل ليبيا واحة أمنة من الأفكار الضالة التي تكفر البلاد والعباد التي تنتشر في الدول المجاورة، ولكن للأسف قوبل مجهود السلفيون من قبل رجال الأمن وحركة اللجان الثورية بالقمع والاعتقالات حيث زج بالآلاف من السلفيين في السجون بدون أدني تهمة فكان أغلب السجناء من السلفيين الأبرياء

وهذا ما صرح به محمد عريبي: ""منسق القيادة الشعبية الاجتماعية بطرابلس" - في حديث لصحيفة أويا بطرابلس - أن ما نسبته ستون أو سبعون في المائة من الذين تم إطلاق سراحهم كانوا مسجونين ظلما نتيجة لوشاية مغرضة من بعض ذوي النفوس المريضة الذين حاولوا الإساءة إلى الثورة وحركة اللجان الثورية "".....

ولكن حتى السجن والتعذيب والتنكيل لم يثنيهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستمرار في النصح ومحاورة الفرق الضالة داخل السجن وبفضل الله سبحانه وتعالي نجحوا في إقناع الكثير من أصحاب الفكر المنحرف إلي العودة إلي جادة الصواب والسير علي الصراط المستقيم نهج السلف الصالح، وما كانوا ينتظروا لا جزاءً ولا شكوراً من أجهزة الأمن أنم ينتظرون الجزاء من رب العالمين.

وجل السلفيين الذين ثم اعتقالهم وسجنهم أما بسب امتثالهم لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بإعفاء لحاهم أو تقصير إزارهم أو بسب محافظتهم علي صلاة الجماعة وخصوصاً صلاة الفجر أو بسب حلقات العلم الشرعي أو بسب شريط أو كتاب أقتناه أو بسبب وشاية مغرضة من بعض ذوي النفوس المريضة، أو بدون سبب، وتعرضوا السلفيين في داخل السجن للضرب والتعذيب والإهانة بل وصل الأمر حتى إلي القتل كما حدث في سجن أبو سليم حيث جل من قتل في أحدات سجن أبو سليم هم من السلفيين

ولم يتوقف التنكيل بالسلفيين علي السجن بل تعداه إلي خارج السجن حيث اقتحمت بيوتهم ومتابعتهم علي مدار الساعة وتعرضهم للتوقيف والاستدعاء المستمر وكذلك منعوا من السفر ومن الإيفاد الخارجي للدراسة وصودرت جوازاتهم وحتى بطاقتهم الشخصية وضيق عليهم في أعمالهم ووظائفهم وفي المساجد وضيق علي أسرهم وأقاربهم وحرموا من حقوقهم في التعين وخصوصا كدعاة وخطباء أو كأمة مساجد مع أنهم الأقدر والأكفاء من الناحية العلمية.

يا تري ما هي الدوافع ولمصلحة من تحارب السلفية والسلفيين في ليبيا هل هناك أحد يستفيد من محاربة سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن سار عليها غير الصهاينة والصليبيين، منهج السلفية هو العلم هو سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والتمسك بها يا تري لمصلحة من تحارب السلفية والسلفيين في ليبيا؟؟

أما عن المصالحة الوطنية في ليبيا التي ينصهر من خلالها كافة أطياف الشعب الليبي ، تبدأ بأن يتواضع المخطئ ولا يكابر ويتعلم قول كلمات سامحني وأسف وعذراً، وأن يسمع السلفيين من الدولة الاعتذار وبأنها أخطاءت في حقهم ، كما اعترفت واعتذرت من الأخوان، هل تتواضع الدولة وتعتذر لأغلب من سجن ظلماً؟، وحقيقة لا يعرف سبب هذه المكابرة هل لأن السلفيين هم الحلقة الأضعف لأنهم لا يؤمنون بتشكيل الأحزاب التي تدافع عن حقوقهم كبشر.


فهل ليبيا الغد للسلفيين استمراراً لليبيا الأمس واليوم أما أنها سوف يطبق فيها شرع الله وينالوا فيها حقوقهم الشرعية كباقي الليبيين.

لكل ليل نهار وان طال ... وان غداً لناظره لقريب

أبوعلي بن علي
سجين سابق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق